تحلّ علينا الذكرى الرابعة عشرة لثورة 11 فبراير المجيدة، في لحظة تاريخية فارقة، تشهد انتصار إرادة الشعوب الحرة، من إسقاط الطاغية في سوريا إلى انتصارات السودان الشقيق، ما يؤكد أن إرادة التغيير لا تُهزم، وأن الأنظمة الاستبدادية مهما تجبرت ومهما بدا تماسكها واستمرارها في الحكم، فإن مصيرها السقوط أمام عزيمة الشعوب التواقة للحرية والكرامة.
إننا في مجلس شباب الثورة، وإذ نحيي هذه الذكرى العظيمة، نؤكد على ما يلي:
- أن انتصارات الشعوب العربية محطة إلهام لكل قوى التغيير في العالم، ورسالة واضحة بأن النضال من أجل وطن المواطنة المتساوية لا وطن الرعايا والتابعين، هو مسار لا رجعة فيه، وأن الاستبداد إلى زوال مهما طال أمده.
- من المؤسف أن تحلّ هذه الذكرى واليمنيون يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات المعيشية والاقتصادية، في ظل انهيار العملة، وانعدام الخدمات، وعجز الشرعية عن إدارة مناطقها، مقابل استمرار آلة القمع والتجويع والاختطافات والتعبئة الطائفية الممنهجة في مناطق سيطرة مليشيا الإرهاب الحوثية واستغلالها لحالة ضعف وهشاشة الحالة اليمنية بسبب غياب الدولة وتراجع الإرادة الإقليمية لمواجهة المليشيا.
- أن الوطنية الحقة ينبغي أن تكون على أرضية الجمهورية، ووحدة الأراضي اليمنية وسيادتها ودولة القانون خيار وطني لا تهاون فيه.
- أن التدخل الخارجي في القرار السيادي اليمني رفضه اليمنيون في فبراير، وسيظلون يرفضونه ويدينون أي قوى يمنية ارتهنت أو ساومت على حساب المصالح الوطنية وفي مقدمتها الاحتلال الإيراني والسعودي والإماراتي وأدواتهم في الداخل.
- أن فبراير لم يكن لحظة عابرة، بل مشروع وطني مستمر حتى استعادة حق الشعب في الأرض والسلطة والثروة، ومحاسبة كل من أجرم في حقه، أياً كانت صفته أو موقعه.
- أن فبراير ليس مشروعا عائليا أو مناطقيا أو مذهبيا أو فئويا، فجوهره مشروع ديمقراطي يمنح اليمنيين باختلاف ميولهم ومواقعهم الحق المطلق في اختيار حكامهم ومحاسبتهم وعزلهم.
إننا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نجدد العهد لشهداء ثورة فبراير ولشهداء معركة استعادة الجمهورية ولكل من ضحى من أجل اليمن، بأننا ماضون في درب النضال، وأن إرادة الشعب هي صاحبة الكلمة الفصل، ولن يكون اليمن إلا لكل أبنائه الأحرار.
الرحمة للشهداء
الشفاء للجرحى
المجد للثورة
والنصر لليمن الكبير
صادر عن: مجلس شباب الثورة السلمية
10 فبراير 2025