بيان مجلس شباب الثورة في ذكرى 14 أكتوبر المجيدة

بيان مجلس شباب الثورة في ذكرى 14 أكتوبر المجيدة

تحل علينا الذكرى الثالثة والخمسون لثورة أكتوبر الخالدة، هذه الثورة التي أشعل جذوتها البطل راجح بن غالب لبوزة من على قمم ردفان الأبية الشامخة، معلنا الكفاح المسلح ضد الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس حتى تحقيق الاستقلال الناجز للشطر الجنوبي من الوطن في الثلاثين من نوفمبر 1967.
أيها اليمنيون الأحرار..
إن تاريخ شعبنا في الشمال والجنوب في مواجهة الاستبداد والاستعمار تاريخ مليء بالمفاجئات العظيمة، ذلك بأنه شعب يأبى الذل والخنوع والضيم. لقد خاض شعبنا معركة الكفاح المسلح في الجنوب بإرادة وطنية جامعة توجت تحت مسمى الجبهة القومية لتحرير جنوب الوطن المحتل من الاستعمار البريطاني بمشاركة كل قوى التحرر الوطني في ربوع الوطن الكبير. إن اعتزازنا الكبير بتاريخ آباءنا وأجدادنا الأحرار هو نوع من تكريم تضحياتهم الجسيمة وتقديس لدمائهم الزكية التي سطروا بها أعظم صفحات العزة والكبرياء. 
إن معركتنا مع الاستبداد والاستعمار بشتى أشكاله وألوانه لا تزال قائمة حتى اليوم، ولا يزال يجترح اليمنيون اليوم معركة تحقيق تطلعاتهم المشروعة في الحرية الكرامة والعدالة الاجتماعية، وليس أدل على ذلك، إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر تأتي وشعبنا يخوض معركة كفاح مسلح على امتداد الوطن الكبير في مواجهة عصابة مارقة تحلم بعودة نظام متخلف قائم على العنصرية والسلالية ومحاربة الحريات والتسامح، دفنه اليمنيون قبل أكثر من خمسين عاما. 
إن مجلس شباب الثورة يرى أن المعركة الوطنية هي معركة بناء جمهورية اليمن الاتحادية التي توافق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني، وليس هناك من سبيل آخر لتحقيق التطلعات والاحلام المشروعة التي ضحي لأجلها اليمنيون عبر مراحل نضالهم المختلفة إلا بإسقاط الانقلاب والعودة إلى ما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني والاستفتاء على دستور جمهورية اليمن الاتحادية.
 
أيها اليمنيون الاحرار..
ونحن نعيش ذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، علينا أن ندرك أهمية هذه اللحظة التاريخية التي نواجه فيها إحدى أشرس العصابات الإجرامية عبر التاريخ المدعومة من ملالي طهران الذين نتيجة أطماعهم واحقادهم وأحلامهم في السيطرة على المنطقة، يعيش وطننا مأساة حقيقية لم يعيشها في التاريخ القديم والحديث، فشبح المجاعة يتهدد مئات الالاف من اليمنيين في ظل توحش انقلاب فاشي أراد أن يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء، وأن يستبدل المواطنة بثنائية بغيضة هي ثنائية السادة والعبيد. 
إن روح أكتوبر ومن قبل سبتمبر، هي روح واحدة قادرة على تجاوز التحديات وصنع التحولات العظيمة، ولا شك أن ثورة فبراير السلمية تعد امتدادا طبيعيا لهما، فمطالب اليوم هي مطالب الأمس، وهي التحرر والانعتاق من العبودية والعنصرية وتمكين الشعب من حكم نفسه بنفسه، وهو ما يرفضه الاستعمار وأصحاب نظرية الاصطفاء الالهي الذين يمارسون احتلالا داخليا يمزقون بواسطته النسيج الاجتماعي والسيادة الوطنية، إرضاءا لنزواتهم في الاستحواذ والسيطرة والهيمنة.
اليوم يحضر أكتوبر وتحضر بطولات اليمنيين وتصميمهم على بناء دولة القانون والمؤسسات، دولة تكون فيها السلطة وطنية، والجيش مسؤول عن حماية البلاد إزاء أي خطر يتهدد وجودها أو أمنها، دولة فيها المواطنون متساوون لا تمييز بينهم ولا أقصاء ولا تهميش لأحد.
مجلس شباب الثورة السلمية 
14 أكتوبر 2016

Search