مع حلول الذكرى السابعة لانطلاق الثورة الشبابية السلمية في الخامس عشر من يناير 2011 أمام جامعة صنعاء، تصارع اليمن تداعيات انقلاب 21 سبتمبر 2014 من حرب وإقصاء وتهميش وتدخل خارجي وتدمير لمقدرات الشعب اليمني.
إن مجلس شباب الثورة السلمية وجميع الثوار بمختلف مشاربهم وتكويناتهم يعيدون التأكيد على عظمة الثورة وعظمة أهدافها التي سعت وما تزال لإقامة دولة القانون والحقوق والحريات العامة، الدولة التي يتم فيها اختيار الحكومات نتيجة إرادة حرة، ودون وصاية من أحد.
يذكّر مجلس شباب الثورة السلمية بأن الثورة طالبت بالحرية للجميع، والديمقراطية للجميع، والحقوق للجميع، لذا لا يوجد سبب مقنع يدعو البعض إلى مناهضتها ومحاولة التقليل منها إلا إذا كان القصد العودة باليمن إلى عصر الظلمات، حيث لا يكون للشعب الحق في اختيار حكامه ومحاسبتهم..
إن مجلس شباب الثورة السلمية إذ يذكر بانطلاقة الثورة الشبابية السلمية فإنه يؤكد على ما يلي:
اولا: إن الثورة السليمة اليمنية التي انطلقت في منتصف يناير 2011 لم تقم ضد أنظمة ديمقراطية أو راشدة حتى يتم معارضتها، بل قامت ضد أنظمة فاسدة فاشلة، أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار بشهادة العالم أجمع.
ثانيا: لقد فتحت الثورة السلمية 2011 باب الأمل لليمنيين وكانوا على بعد خطوتين من نهاية المرحلة الانتقالية عبر الاستفتاء على الدستور الجديد والدخول في الانتخابات - بعد حوار و طني شامل لنحو عام - لولا لجوء على عبد الله صالح إلى الانقلاب والانتقام من الشعب، وذلك من خلال تحالفه مع ميليشيا عنصرية فاشية تريد ابتلاع اليمن لمصالحها الخاصة، وقاما كليهما بهذا الخراب الكبير في اليمن.
ثالثا: إننا ندرك أهمية الشرعية في الانتقال بالبلاد الى مسار آمن، ولذا نرفض أي مساس بها.
وتأسيسا على ذلك، يبدي مجلس شباب الثورة السلمية رفضه للطريقة العرجاء التي يتم التعامل فيها مع الجماعات أو الشخصيات التي تشكك في الشرعية التي يقاتل تحت لوائها اليمنيون مليشيات الانقلاب.
إن التهاون مع شخصيات شاركت يدا بيد وكتفا بكتف مع ميليشيا الحوثي في عملية إسقاط مؤسسات الدولة مثل شخصيات من أسرة صالح وغيرها وما زالت تصر على عدم الاعتراف بالشرعية، ولم تقدم الاعتذار للشعب اليمنى على تحالفها في اسقاط مؤسسات الدولة، وما نتج عن ذلك من خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية للبلد لهو عبث كبير وإصرار على الخيانة والفشل معا.
إن مجلس شباب الثورة السلمية، يطالب بالتحقيق مع كل شخص ثبت تورطه مع ميليشيا الحوثي في إسقاط الدولة، فالحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات هي بين الشرعية والانقلاب. ويؤكد على أهمية تضافر الجهود والعمل الجاد من أجل عودة الشرعية إلى العاصمة صنعاء والالتزام بمسار وخارطة العملية الانتقالية عبر مخرجات الحوار الوطني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ومنها القرار 2216، والاستفتاء على الدستور، ومن ثم الانتخابات.
رابعا: يدعو مجلس شباب الثورة السلمية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن إلى احترام الجمهورية وتضحيات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وصبر اليمنيين في كل مكان، والقيام بواجباتهما تجاه التعيينات الخاطئة في الجيش، وفي مؤسسات الدولة الأخرى، والقيام بتصحيحها فورا ودون تلكؤ ومحاباة، وكذلك معالجة توقف تشغيل المطارات والموانئ، واستئناف الملاحة الجوية الاقليمية إلى اليمن ومعالجة تدهور الوضع الاقتصادي وضعف العملة، وكذلك الجانب الأمني والاجتماعي بما في ذلك تقييد حرية تحرك المواطنين بين المدن وخاصة عدن، ومعالجة مشكلة الرواتب لجميع موظفي الدولة، وحل مشاكل الطلاب في دول الابتعاث، وعلاج الجرحى وبذل الجهود لإيقاف الكوارث الانسانية، وانتشار الاوبئة وحماية المدنيين في مناطق الحرب.
خامسا: إن الاغتيالات التي تستهدف شخصيات سياسية ومدنية ومسئولين مدنيين وعسكريين وعلماء في محافظتي عدن وحضرموت، تتطلب عملا جادا لكشف الفاعلين الأصليين الذين يقفون وراء هذه الجرائم، ونرى ضرورة اطلاع الرأي العام على نتائج التحقيقات ان وجدت، وتقديم المتهمين للمحاكمة وبناء نظام أمني وقضائي فعال ونموذجي في المدن المحررة.
سادسا: يتوجب على الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء والوزراء وجميع المسئولين كلٌ في موقعه رعاية المصالح العليا لليمن، والوقوف بكل حزم ضد أي استهداف لوحدته ولحقه في التصدي للميليشيات المسلحة خارج القانون، ولسيادته على أراضيه وجزره ومياهه الدولية والقيام باتخاذ مواقف سياسية واضحة إزاء أى تدابير خاطئة قد تضر بسيادة اليمن، واستقلاله وسلامته الاقليمية وكيانه السياسي والقانوني.
سابعا: إن معركة اسقاط الانقلاب تتطلب وجود السلطة الشرعية على الأراضي اليمنية، حتى لا تنشأ سلطات أمر واقع هنا أو هناك، يصعب التعامل معها في المستقبل.
وعليه يجب أن يعود رئيس الجمهورية إلى عدن، وأن تقوم الرئاسة والحكومة بواجباتهم، وأن يتم تمكينهم من المطارات والموانئ والنقاط الحدودية، فنحن لا نقاتل من أجل تفتيت أراضينا، ولكن لاستعادتها تحت سلطة واحدة تتمثل في السلطة الشرعية المعترف بها دوليا والتي هي سلطة الرئيس هادي.
إن مجلس شباب الثورة يدرك صعوبة المرحلة وحساسيتها، لكنه يؤمن كما شعبنا العظيم، بأن قضيته عادلة وسوف ينتصر لها رغم التحديات التي تقف في طريقه.
الرحمة للشهداء، الشفاء للجرحى، النصر لليمن..
مجلس شباب الثورة السلمية
14 يناير 2018