بيان مجلس شباب الثورة السلمية بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة فبراير

بيان مجلس شباب الثورة السلمية بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة فبراير

في ظروف شديدة التعقيد والصعوبة، تأتي على اليمنيين الذكرى الثامنة لثورة الشباب السلمية التي أشرق صباحها في منتصف يناير وتصل ذروتها في الحادي عشر من فبراير المجيد 2011. وبرغم ما تحمله هذه الذكرى من آمال وشجن، إلا أنها تظل دليلا حيا على أن الشعوب لا تموت، وأن التغيير لا يحتاج أكثر من وثبة صادقة وجريئة.

أيها الشعب اليمني العظيم، إن ثورة فبراير السلمية لم تكن ترفا ولا طيشا، بل كانت ضرورة وطنية لوضع حد للاختلالات والتخبط الذي أصاب نظام الحكم، وانعكس على حياة المواطن اليمني، وعلى الحالة السياسية ومآلاتها، وأودى بالأمل في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد.
لقد كانت ثورة فبراير المجيد، تجسيدا عمليا لمقولة إن الشعب مالك السلطة ومصدرها، كما كانت أيضا، رادعا للعبث بالدستور والقوانين، إذ حالت دون أي تعديلات دستورية من شأنها تأبيد الحاكم الفرد وتوريث السلطة. إن مجلس شباب الثورة السلمية اليوم، وهو يحيي ذكرى ذلك الحلم العظيم، ليدرك متغيرات المرحلة، ويراقب بقلق كل التحولات السلبية التي انحرفت بالمسار الثوري وأعاقت أمل اليمنيين في بناء دولتهم، بسبب تفريط الشركاء وتربص الخصوم بالثورة، وهو ما ساهم في تمكين الثورة المضادة في الانقلاب على تطلعات الشعب وآمال التغيير وعلى مخرجات الحوار الوطني وما مثلته من توافق سياسي كاد أن ينتهي بطي صفحة العملية الانتقالية ويصل بجماهير الشعب إلى ممارسة حقهم في اختيار من يحكمهم وإقرار الدستور.
وبرغم ما وصلت إليه اليمن من احتراب وتمزق نتيجة ذلك الانقلاب الذي استدعى بالضرورة تدخلات إقليمية ودولية فاقمت المأساة، إلا أن اليمن وشعبه العظيم عازمان على استعادة الحلم وإقامة دولته الوطنية كاملة السيادة على كامل التراب اليمني.
إن مجلس شباب الثورة في هذه المناسبة، يجدد رفضه للانقلابات المسلحة كمبدأ جسدته سلمية الثورة الشبابية التي تجاسرت على جراحها وحافظت على طابعها السلمي من أجل ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، وبناء يمن ديمقراطي حر يحتكم لصناديق الاقتراع لا لمنطق القوة والسلاح ورغبة الانفراد بالثروة والحكم.
كما يستغل المجلس هذه الفرصة ليؤكد رفضه المطلق لاحتلال المدن والجزر اليمنية وما يترتب على ذلك من دعم للميليشيا الخارجة على القانون وعلى سلطات الدولة في المناطق المحررة، ويدين المجلس اختطاف المواطنين وعمليات التعذيب في السجون السرية في عدن وصنعاء على حد سواء، ويعتبر هذه الإجراءات جزءا من سياسة ممارسة العنف والقهر غير المشروعين، ومحاولة لاخضاع المجتمع، وإرهاب المواطنين.
إن الانقلاب الذي قاده المخلوع صالح وميليشيا الحوثي على الجمهورية والدولة، هو من أوصل اليمن إلى هذا الانكشاف الكبير داخليا وخارجيا، وهو من تسبب في المجاعة وانتشار الأوبئة، وفتح الأبواب أمام تدخلات إقليمية ودولية فاقمت المأساة، وعرقلت استعادة عاصمة اليمنيين صنعاء. وقد أثبتت الوقائع أن الإمامة هي عون الطامعين بأرض الوطن وخيراته، وهي المشروع الذي إذا حضر غابت اليمن.
أما ثورة فبراير فقد رسمت مسارا سياسيا واضحا بمشاركة الجميع، وهو الأمر الذي كان يعني أن اليمن في الطريق الصحيح، حيث لا إقصاء لأحد ولا تجاهل لمكوناته.
إن المجلس إذ يدرك تعاظم الأخطار التي تمر بها اليمن، فإنه على ثقة من أن اليمنيين سوف ينتصرون في معركتهم ضد الإمامة ومشروعها الاستعلائي، وضد الجماعات المسلحة ومنطقها الإرهابي، وضد قوى الثورة المضادة الداخلية والخارجية التي تراهن على أن يستولي اليأس على قلوب الناس، ويجعلهم يقبلون بأي حلول تحقق أهدافهم، وهو الرهان الذي سوف لن يصمد طويلا، فقد تحولت ثورة فبراير إلى مقاومة إنسانية حضارية ثقافية سياسية لن تقبل بأي صيغة حكم لا تتوافق مع ما اقترحته ثورة فبراير وما أنجزته مسودة الدستور الاتحادي، وما تضمنته المرجعيات الثلاث، مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها 2216، فهذا وحده من يضمن وحدة اليمن وسلامته الإقليمية وإقامة سلام حقيقي ودائم، ويصون مكتسبات اليمنيين وحقوقهم.

عاشت ثورة فبراير
المجد والخلود للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للمختطفين
النصر لليمن
11-02-2019

Search