تمر علينا الذكرى الثالثة والستون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، تلك الشرارة التي بددت ليل الإمامة الطويل، وفتحت أبواب ونوافذ اليمن على فجر الحرية والجمهورية.
إن ثورة ال 26 سبتمبر تعد بوابة خروج اليمنيين إلى العالم، ومصافحتهم الأولى لقيم المواطنة المتساوية وسلطة القانون بعد قرون من العزلة والاستبداد والقهر والمجاعة.
لم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر مجرد حدث سياسي عابر، بل ميلاداً جديداً لأمة أرادت أن تعيش حرة وكريمة، وأن تبني دولتها الحديثة على أنقاض الكهنوت والاستعباد والعنصرية المقيتة والعناوين الدينية الزائفة حول الاصطفاء والعرق المقدس.
واليوم يقف الحوثي كمنقلب على ثورة سبتمبر وعدو لقيمها العظيمة، محاولاً طمس معانيها وإطفاء جذوتها في وعي اليمنيين. لكنه في الحقيقة يظهر هشاً ومرعوباً أمام حضور سبتمبر في قلوب الناس، فيلجأ إلى القمع واعتقال العشرات لمجرد احتفالهم بالذكرى. إن خوفه من رفع العلم الجمهوري وترديد الأناشيد الوطنية يفضح طبيعته الكهنوتية المستبدة، ويؤكد أنه يعيش مأزوماً أمام رمزية الثورة التي أسقطت مشروع أجداده. وما يرتكبه اليوم من قمع واعتقالات وانتهاكات بحق المدنيين ليس سوى جرائم حرب موصوفة، تُرتكب جهاراً نهاراً أمام أنظار العالم وصمته المتواطئ المخزي.
إننا، ونحن نعيش هذه الذكرى العظيمة، والتي عكرتها قبل أيام الجريمة التي طالت بحياة الشهيدة افتهان المشهري، فاننا، بالقدر الذي نأسف فيه لهذه الخسارة الوطنية الفادحة، نشيد بالتحركات الأمنية لملاحقة الجناة، ونتمنى لتعز وكل اليمن الأمن والأمان، وأن تقدم المناطق المحررة نموذجاً وطنياً للدولة في الخدمات، وفي الحقوق والحريات، وفي حماية حياة الناس ومصالحهم، وصولا لاستعادة العاصمة صنعاء وتحرير كل المناطق من سطوة اللوثة الإمامية التي دمرت مكتسبات اليمنيين، وادخلت البلاد في نفق مظلم.
الرحمة للشهداء
الشفاء للجرحى
المجد لليمن الكبير
صادر عن:
مجلس شباب الثورة الشبابية السلمية
25 سبتمبر 2025