بيان مجلس شباب الثورة السلمية بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للوحدة اليمنية

بيان مجلس شباب الثورة السلمية بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للوحدة اليمنية

يحتفل شعبنا اليمني بالذكرى الرابعة والثلاثين للوحدة اليمنية الخالدة في ظل ظروف بالغة التعقيد نتيجة صعود المشاريع غير الوطنية والتي تجد دعما خارجيا مشبوها بالمال والسلاح على حساب المشروع اليمني الوطني. إن إصرار شعبنا على صون وحدته والمحافظة على نظامه الجمهوري ونسيجه الاجتماعي أمام تلك المؤامرات والمخططات التي تسعى لتقسيمه وتفتيته هو تأكيد على قوته وجبروته حتى وهو يعيش مرحلة صعبة نتيجة افتقاره لقيادة وطنية تعي مسؤولياتها التاريخية.

ومجلس شباب الثورة السلمية إذ يشارك اليمنيين الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، يهمه التأكيد على موقفه الثابت بشأن الوحدة اليمنية، باعتبارها جوهر الشرعية السياسية وركيزة أساسية لاستقرار اليمن ومستقبله في وجه استقطاب وأطماع الخارج. وتأسيسا على ذلك، فهو يرفض بشكل قاطع محاولات التقسيم. ويرى انخراط بعض دول الإقليم في دعم هذا التوجه بشكل فج دون مراعاة لأبسط أخلاقيات الجوار والعلاقات السياسية الندية بين الدول، أشد أنواع العدوان الذي ينبغي مواجهته بكل السبل الممكنة.

وفي هذا السياق، يعتبر المجلس تواطؤ بعض الأطراف المحلية في تنفيذ مخططات التقسيم وفي تغيير هوية اليمن السياسية أعلى مستويات الخيانة. إن مشاركة أطراف محلية في تلك المخططات التي تستهدف النيل من مكتسبات الشعب اليمني التاريخية، وفي مقدمتها الوحدة والنظام الجمهوري لا يجعل منها أمرا واقعا أو شرعيا، بل يعني أن هناك من تنازل عن ولائه لليمن، وأصبح أداة بيد الخارج، وهو ما يفقده أي صفة شرعية أو أخلاقية.

من هذا المنطلق، فإن المجلس يدين بشدة مشاريع التقسيم عبر الانتقالي جنوبا ومليشيا الحوثي شمالا، وسعيهما لتفتيت النسيج الاجتماعي والوطني. ويرى في جرائمهم وانتهاكاتهم لحقوق المواطنين وحرياتهم في مناطق سيطرتهم دليلا على بشاعة مشاريعهم غير الوطنية. وفي هذا الإطار، يدين المجلس بشدة كل الممارسات الطائفية والمناطقية التي تهدف إلى تجريف الهوية اليمنية وتحرض على الكراهية وتوسع دائرة الصراع.

إلى ذلك، يؤكد المجلس رفضه سياسات الاحتلال الإماراتي والسعودي وتدخلاتهما السافرة في تفاصيل الشأن المحلي، وتقويضهما فرص استعادة الدولة من خلال مصادرتهما للقرار اليمني عبر موظفين ارتضوا التبعية والارتهان. كما يعتبر المجلس استمرار النفوذ الإيراني عبر مليشيات الحوثي والتجييش الطائفي العنصري في هذا المشروع التخريبي الاجرامي تدميرا لحاضر اليمن ومستقبله، وامتدادا للواقع المزري الذي خلفته هذه الجماعة على المواطن اليمني وعلى المؤسسات، وقضائها على كل قيم الجمهورية من مواطنة وعدالة ودولة قانون.

لطالما اعتبر المجلس أن معضلة اليمن معضلة سياسية بامتياز لا معضلة جغرافية، ولذا من المهم تأسيس سلطة وطنية تعرف معنى اليمن وتعمل على الدفاع عن مصالح اليمنيين وكرامتهم، وتمنع أية انتهاكات تطال السيادة والحقوق اليمنية من أي جهة كانت.

إن إسقاط آثار الانقلابات التي توالت على اليمن ابتداء من انقلاب الحوثي في سبتمبر ٢٠١٤، ومنع إفادة المجرمين من أي اتفاق سلام مستقبلا، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات ضد المدنيين اليمنيين بصرف النظر عن جنسياتهم، سوف يسهم في تأسيس سلام حقيقي مستدام.

 

المجد لليمن

الخلود للشهداء

الشفاء للجرحى.

مجلس شباب الثورة السلمية اليمنية

الثلاثاء ٢١ مايو 2024

 

Search