تأتي الذكرى الثالثة و الثلاثون لتأسيس دولة الوحدة اليمنية المباركة في وقت تمر فيه اليمن بتحديات وتهديدات جسيمة تمس سلامة الارض اليمنية ووحدتها وهويتها وفرص استقرارها وسط مشهد متكامل وعلني من المؤامرات والخيانات الخارجية والداخلية والمهازل السياسية المخزية وغير المسبوقة والتي بدأت بتمكين مشروع الحوثي الطائفي العنصري شمالا وصولا الى تمكين مشروع الانتقالي الانفصالي المناطقي جنوبا.
وامتدادا لمواقف مجلس شباب الثورة السلمية السابقة والرافضة لتجاوز إرادة اليمنيين وتضحياتهم ومكتسباتهم الوطنية الثابتة والمنددة باستلاب القرار السياسي والسيادي اليمني، والتدمير الممنهج لفرص استقرار اليمن وتمكين الدولة اليمنية من أدواتها فان مجلس شباب الثورة يؤكد على:
- إن الوحدة اليمنية تعد مكسبا أصيلا من أهم مكتسبات الشعب اليمني خلال القرن الماضي، وهي خلاصة تضحيات ونضالات الحركة الوطنية في الشمال والجنوب منذ الاربعينات وليست منجزا يحسب على نظام سياسي أو شخصيات بعينها، وأن الاختلالات التي شابت هذه التجربة، ومنها ما تعرض له أبناء الجنوب من اقصاء وتهميش بعد حرب ٩٤ من قبل النظام السابق نال مثلها أبناء محافظات شمالية بأشكال وأنماط متفاوتة، نظرا لتفرد النظام السابق في الحكم وإدارته للحياة السياسية بمنطق المكايدات واذكاء الصراعات وتوزيع السلطة والثروة وفقا للولاءات، ولذلك كله كانت ثورة فبراير الشعبية السلمية صرخة في وجه هذا الواقع المختل شمالا وجنوبا ما جعلها خيار كل المكونات المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والنقابية ومنها الحراك السلمي الجنوبي، واتفق على اثر ذلك الجميع في مرحلة الحوار الوطني على وثيقة من شانها انهاء مظالم الشمال والجنوب، واعادة الاعتبار للمواطن اليمني كصاحب الحق في السلطة والثروة.
والمجلس إذ يندد بالممارسات السياسية الرامية إلى تمكين مشروع انفصال اليمن وقبول ما يسمى بالمجلس القيادي الرئاسي الإهانات المستمرة لسيادة الدولة اليمنية ومؤسساتها وجيشها وهويتها الواحدة ،
وعليه فانه يشدد على:
- رفض أي اجراءات أو مقولات تهدف لتقسيم اليمن، فوحدة التراب الوطني مسألة غير قابلة للنقاش، فمشكلة اليمن مشكلة سياسية بامتياز، ولم تكن جغرافية في يوم من الأيام.
- رفض أي تفاهمات أو اتفاقيات مع أي مليشيات خارجة عن القانون قبل تجريدها من السلاح ومن أدوات السلطة واستعادة الحقوق والاموال المنهوبة الخاصة والعامة، ويعتبر المجلس كل ما دوِن ذلك تمكينا ممنهجا للجماعات المسلحة وشرعنة لوجودها على حساب فرص اليمنيين في الاستقرار والسلام وتغذية مقصودة لأسباب الحرب ومصادرها.
-يرفض المجلس تجزئة الملف اليمني ومنح المليشيات المتمردة الفرص في استخدام الملفات الانسانية والمطلبية للابتزاز والمناورة والتلاعب بالاستحقاقات السياسية المتمثلة أولا في اسقاط الانقلاب واستعادة العاصمة صنعاء وبسط نفوذ الدولة اليمنية على كامل التراب اليمني.
ومن أجل ذلك؛ يدعو مجلس شباب الثورة كل شرفاء اليمن، إلى الاصطفاف في جبهة وطنية واحدة، تتصدى للطامعين والطارئين، وتتصدر كفاح اليمنيين في سبيل استعادة دولتهم وجمهوريتهم ووحدتهم وسيادة بلادهم، والتمسك بمشروع وحدة الارض ووحدة القرار ووحدة المعركة ووحدة الهدف ضد التهديد الحوثي العنصري الطائفي من جهة، وضد التهديد الانتقالي الانفصالي المناطقي من جهة ثانية، وضد أي مشروع يمس وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه وهويته، ويعتبر المجلس أن التفريط بوحدة التراب الوطني، وتجزئة الملف اليمني إلى ملفات وصفقات تخدم مصالح دول الإقليم في تخادمها مع المليشيات شمالا وجنوبا لن يكون الا مفتاحاً لاحتراب وصراعات داخلية لن تنتهي ويمثل خيانة وطنية وجريمة قانونية وتاريخية يتحمل وزرها المنفذون والممولون والمتواطئون محليا وخارجيا.
الرحمة للشهداء
الشفاء للجرحى
المجد لليمن الكبير
صادر عن مجلس شباب الثورة السلمية
21 مايو ٢٠٢٣