وقف مجلس شباب الثورة السليمة على الأحداث الأخيرة في عدن، والتي تلت انتصارات شبوة وتوجه قوات حكومية إلى أبين وعدن لاستعادة مؤسسات الدولة المحتلة إماراتيا عبر ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي"، وتحديدا ما حدث يوم ال29 من شهر أغسطس الجاري.
وكان المجلس قد توقع في بيان سابق له لجوء التحالف السعودي الإماراتي للعب بورقة القاعدة وداعش في مواجهة أي محاولة لاستقرار المناطق المحررة، وأي محاولة لبسط الدولة نفوذها، إلا أن الرد الإماراتي السعودي فاق كل التصورات وجاء سريعا، محركا سلاح الجو لقصف قوات الشرعية في منطقة العلم، ما خلف 300 بين شهيد وجريح في مواجهة مباشرة مع الشرعية ومشروع الدولة اليمنية، وفي تحدٍّ صارخ للأعراف الدولية الناظمة لعلاقات الدول فيما بينها، واستخفافاً بكل المرجعيات التي تدير المرحلة وتضبط شرعية تواجد التحالف في اليمن.
وأمام هذا التطور الخطير والفاضح لقوات التحالف الذي تجاوز دعم وتمويل مليشيات انقلابية تناوئ الدولة إلى ضرب أي محاولة للسلطة الشرعية في الدفاع عن مصالح اليمنيين واتهام أي معارض لهذه الإرادة بالإرهاب، كما جاء في البيان الإماراتي.
فإن مجلس شباب الثورة السلمية يرى بأن ما قامت به الإمارات من خلال الضربة العسكرية للجيش اليمني هو الرصاصة الأخيرة في نعش التحالف بقيادة السعودية، وأن محاولات النأي بالسعودية عن هذه الجرائم هو جريمة أخرى تدحضها المواقف المتواطئة والمسؤولية القانونية لها كقائدة لتحالف بات العائق الأكبر لاستعادة الشرعية، بل الداعم الأكبر لمليشيا الحوثي من خلال إيجاد نماذج إرهابية موازية تقوي موقفه وتبرر انقلابه.
وفي هذا الإطار، يحمل المجلس النظامين السعودي والإماراتي مسؤولية الانتهاكات والجرائم الواسعة التي تطال المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة مرتزقة الدولتين، وخصوصا في عدن وأبين، وتدعو المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان لاعتبار تلك الانتهاكات ضمن جرائم الحرب التي تستوجب المحاسبة الدولية.
إن مجلس شباب الثورة السلمية، وقد كان من أوائل المكونات التي حذرت من انحراف مسار التحالف وأوائل من اعتبره احتلالاً واضحاً لمقدرات اليمنيين وحجر عثرة أمام تطلعاتهم، يحث الحكومة الشرعية على تحديد موقف وطني واضح من عبث التحالف في اليمن وتسمية الأمور بمسمياتها، و يدعو القوى السياسية الوطنية إلى إسناد الدولة اليمنية و البحث عن خياراتها في استعادة سلطتها ووجودها من براثن انقلاب الانتقالي ومموليه والذي لا يقل خطورة عن انقلاب الحوثي شمالا، وهي دعوة لمناهضة كل المشاريع الصغيرة المناطقية منها والطائفية وأطماع الاحتلال والتفتيت والانتصار لمشروع اليمن الجمهوري اليمني بعيدا عن الوصاية الخارجية التي أثبتت فشلها وغدرها، والالتفاف حول صيغة وطنية تجنب اليمن مزيدا من الدمار والتمزيق وتفوت الفرصة على المتربصين.
الرحمة لشهداء المجزرة الإماراتية السعودية
الشفاء للجرحى والمجد لليمن الجمهوري الاتحادي
صادر عن مجلس شباب الثورة السلمية
30 أغسطس 2019