قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن كل ما يتردد اليوم من خصوم فبراير هو استمرار لحرب الثورة المضادة وحرب بالوكالة خدمة لأعداء اليمنيين في الخارج.
وأضافت توكل كرمان في خطاب لها بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لثورة الحادي عشر من فبراير السلمية، إن البديل عن مسار ثورة 11 فبراير هو الميليشيات الطائفية والانفصالية والهيمنة الأجنبية، وإن ثورة 11 فبراير تجمعت ضدها كل قوى الجور والظلم والجهالة في الداخل والخارج، وكل أمراء الحرب وتشكيلاتهم المسلحة التابعة للقوى المعادية لشعبنا في الخارج هم امتداد للنظام السابق وزرعه وحصاده.
وتابعت كرمان أن أعداء فبراير يحاولون تطهير الوعي العام في اليمن من مبادئ وقيم الثورة بعد عشر سنوات من حروبهم الغاشمة، وأنه من المهم التذكير بأهمية المسار الذي اقترحته فبراير بينما يسعى البعض لتزييف التاريخ للتغطية على أخطائه الكارثية.
وألقت كرمان بالمسؤولية على انقسامات فرقاء السلطة في إسقاط البلاد في يد مليشيا تعتنق أفكارا فاشية تتناقض مع إرث الحركة الوطنية شمالا وجنوباً.
وقالت كرمان إن الإخفاق الكبير صنعه الذين كانوا يمسكون بزمام الأمور، والذين كانوا يملكون نفوذا داخل مؤسسات الدولة، وتأثيرا على المحافظين وأعضاء مجلس النواب، وسطوة داخل المؤسستين العسكرية والأمنية.
ودعت كرمان كل الذين كانوا شهودا على الانقلاب الإجرامي للإدلاء بشهاداتهم حول التدخلات المريبة التي أدت لانهيار البلد، مؤكدةً بأن اليمنيين لن يرضخوا لمن يعملون على إعادة كتابة التاريخ بمداد الخراب والضغائن.
واعتبرت توكل كرمان أن ما يجري في اليمن من عبث إنما يتم غالبا تحت رعاية الجيران والأمم المتحدة، مؤكدة أن أي اتفاق سلام يجب أن يراعي مبدأ السيادة الوطنية والإرادة الشعبية وتحقيق العدالة، مجددة الدعوة لإنشاء محكمة دولية خاصة باليمن لملاحقة مجرمي الحرب المحليين وغير المحليين.
وفيما يتعلق بتطورات الأحداث في اليمن و البحر الأحمر والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني أدانت، توكل كرمان، الغارات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية على المدن والأراضي اليمنية، وقالت إنه ينبغي على واشنطن ولندن العمل على وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، معتبرة ذلك أفضل الطرق لتأمين طريق الملاحة عبر البحر الأحمر.
وأشارت كرمان إلى أن الأحداث المتطورة في البحر الأحمر تثبت أنه لا أمن لمضيق باب المندب دون دولة الجمهورية اليمنية، واحترام الثوابت واستقلال الدولة اليمنية.
وأكدت كرمان أن الصراع في فلسطين صراع بين شعب حر يتطلع للحرية وإقامة دولته المستقلة على أرضه وبين احتلال غاشم، مشيرةً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن ارتكاب مجازره ضد شعبنا الفلسطيني وصولا إلى أقصى جنونه بحرب الإبادة المستمرة.
وقالت كرمان إن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للمساومة والاعتراف بها هو السبيل الوحيد لإحلال السلام في المنطقة، معتبرة أن تجاهل الدول الغربية لحقوق الشعب الفلسطيني يعد عملا غير أخلاقي وغير سياسي ويسهم في استمرار الفوضى.
ورأت كرمان أن مليشيا الحوثي الانقلابية لم تكن لتظهر بهذه القدرة على المناورة لولا نهج التحالف السعودي وأدواته في اليمن، مضيفةً: لن يخدعنا موقف الحوثيين من إسرائيل في تغيير موقفنا منهم ولن يدفعنا للتخلي عن موقفنا المبدئي المساند لشعبنا الفلسطيني.
وأكدت كرمان أن مساندة الشعب الفلسطيني موقف قيمي وقومي وديني وأخلاقي وإنساني مع شعب حر يتعرض للاحتلال وحروب ظالمة.
وعبرت كرمان عن استنكارها لموقف الدول الغربية من العدوان على غزة، وقالت إنه من سخرية الأقدار أن الدول الكبرى تذكرت أن في اليمن مليشيا عندما مست بمصالح إسرائيل وحركة الملاحة.
وفيما يلي نص الكلمة:
تحية تليق باليمن الكبير، تحية تليق بجلال ترابه، وتضحيات أبنائه، وصموده العظيم في وجه المؤامرات العاتية..
تحية الثورة والحرية شعبنا اليمني العظيم.
تحية الحدث الأهم في تاريخنا الوطني.
تحية الثورة الشعبية، ثورة 11 فبراير، الثورة التي تجمعت ضدها كل قوي الجور والظلم والجهالة في الداخل والخارج، لإدراكهم أنها تمثل إرادة شعبنا وتطلعاته للمستقبل والحياة الكريمة.
أحييكم جميعا إخواني وأخواتي في هذا اليوم الأغر، الذي تجلى فيه شعبنا، شعبا حرا أبيا كريما يدرك ماذا يريد، ويرفع صوته ويقدم التضحيات من أجل الحرية والكرامة والتغيير، ومن أجل الخروج من أسر نظام فاشل قوض اليمن وأورثها الانقسامات والجماعات المسلحة والخراب الشامل في كل مجالات الحياة.
إن أمراء الحرب وتشكيلاتهم المسلحة التابعة للقوى المعادية لشعبنا في الخارج، هم امتداد للنظام (السابق) وزرعه وحصاده. وكل همهم اليوم تطهير الوعي العام في اليمن من مبادئ وقيم ثورة 11 فبراير، بعد عشر سنوات من حروب غاشمة استهدفت بلادنا ومقدراتنا وإرادة شعبنا العظيم الذي كانت الثورة الشعبية لوحته الأكثر إشراقا في تاريخ اليمن المعاصر.
إن من المهم التذكير بأهمية المسار الذي اقترحته ثورة فبراير، فهناك من يسعى لتزييف التاريخ ظنا منه أن هذا سوف يغطي على اخطائه الكارثية وعلى سياساته المنحرفة التي أدت للانقلاب على عملية الانتقال السياسي، حيث كنا على مقربة من الاستفتاء على دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. لقد عكست الحكومة التي تشكلت بعد ثورة فبراير فرصة للفرقاء السياسيين لبناء نموذج حديث في الحكم، لكن ما حدث كان مخيبا للآمال، فقد انقسم أهل الحكم ما بين متآمر ومتواطئ، وإلا كيف سقطت البلاد في يد مليشيا تعتنق أفكارا فاشية، وتتبنى عقيدة سياسية تتناقض مع إرث الحركة الوطنية شمالا وجنوبا بهذه السهولة.
هذا الإخفاق الكبير صنعه الذين كانوا يمسكون بزمام الأمور، الذين كانوا يملكون نفوذا داخل مؤسسات الدولة، وتأثيرا على المحافظين وأعضاء مجلس النواب، وسطوة داخل المؤسستين العسكرية والأمنية. لا أريد الخوض في هذه المسألة، فمعظم اليمنيين باتوا يدركون كيف تم إدارة هذا العبث، وكيف تم تسويق هذا الانقلاب الإجرامي لليمنيين وللعالم. إنني أدعو كل الذين كانوا شهودا على تلك المرحلة ولديهم معلومات حول التدخلات المريبة التي أدت لانهيار البلد للحديث عن كل ما يعرفونه. إننا نحتاج لهذه المعرفة لأن هذا يجعلنا أكثر يقظة في المستقبل وأكثر قدرة على التصدي للمحاولات التي تسعى للنيل من بلدنا واستقرارنا وحياتنا على غرار ما حدث نتيجة انقلاب ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ المشؤوم.
نعم لن نرضخ لمن يعملون على إعادة كتابة التاريخ بمداد الخراب والضغائن. إن كل ما يتردد اليوم من خصوم فبراير هو استمرار لحرب الثورة المضادة على شعبنا، وهي اليوم حرب بالوكالة خدمة لأعداء شعبنا في الخارج. لقد كانت تطلعاتنا وأهدافنا واضحة وجلية، إنها تطلعات وأهداف كل إنسان حر على هذه الأرض أن نحيا احرارا ونتمتع بالكرامة التي يستحقها كل إنسان وبالمساواة والعدالة في وطننا وارضنا وبلدنا. نحن شركاء في وطننا، لم نتجن على أحد ولم نطلب شيئا ليس لنا.
هذه الأرض أرضنا، وهذا اليمن يمننا، وليس من حق أحد الادعاء بملكيته واحتكاره.
شعبنا اليمني العظيم في الداخل وفي بلاد المهجر..
إن المعرفة قوة، ومحاولة طمس الحقائق من خلال تشويه فبراير لن تنجح. دعوني أشير بشكل مختصر، إلى أن المجتمعات التي تريد أن تبقى متماسكة وقوية لا تترك أي اخفاق أو هزيمة من دون تحقيق شامل يكشف ملابسات ما حدث ويحدد المسؤوليات. أرجو أن نرى ذلك يحدث في يوم ما، فهذا سوف يمنحنا حصانة في المستقبل.
كما تعلمون، لم ينتعش في هذه الحرب سوى الميليشيات التي تمارس انتهاكاتها ضد المواطنين وتقوم بسرقة المال العام، وسبق لتقارير مجلس الأمن أن وصفت تلك الميليشيات بأنها قوات تقاتل بالوكالة وهو اللفظ المهذب لكلمة المرتزقة. إن المعضلة الأساسية اليوم تكمن في قضم الميليشيات لمؤسسات الدولة باسم الدولة، هذا العبث الذي يجري يتم غالبا تحت رعاية الجيران ورعاية الأمم المتحدة، لذا أن أي اتفاق سلام في اليمن ينبغي أن يراعي المبادئ الثلاثة التالية:
المبدأ الأول: اليمن عضو في الأمم المتحدة يتمتع بالسيادة الكاملة غير المنقوصة، ولذا لن يكون مقبولا أن يتضمن هذا الاتفاق ما يخل بهذا المبدأ، أو يغيّر من وضع اليمن السياسي والقانوني.
المبدأ الثاني: أن الشرعية تُكتسب من الشعب من خلال الاقتراع الحر، وليس بواسطة السلاح أو الادعاء بتفوق من أي نوع سواء سلالي أو مناطقي.
المبدأ الثالث: إن أي اتفاق سلام ليس بديلا عن العدالة ومتطلباتها، فالذين ارتكبوا جرائم وانتهاكات طوال هذه الفترة ليسوا بمنأى عن الحساب، إذ سيكون من الخطر، الاستمرار في سياسة الإفلات من العقاب. وفي هذا السياق، أجدد الدعوة لإنشاء محكمة دولية خاصة باليمن، تلاحق المجرمين المحليين وغير المحليين الذين مارسوا انتهاكات بحق اليمنيين أثناء الحرب. العدالة حق لكل يمني ويمنية، والتنازل عنه سوف يشجع المجرمين على ارتكاب جرائمهم، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
شعبنا العظيم في كل مكان
إن اليمن، بل المنطقة العربية برمتها تحتاج لسلام حقيقي، سلام يضع حدا لتوغل الديكتاتورية وتفشي الإرهاب وانتعاش الميليشيات والجماعات المسلحة التي تزدهر بالحروب والصراعات المسلحة. ينبغي وضع حد لكل هذا المسار الكارثي، فلسنا أقل تحضرا من شعوب أوروبا أو افريقيا أو أمريكا الجنوبية. نحن منطقة ذات أهمية قصوى في العالم، لكن ينبغي أن نتخلص من القيود التي تعيق تقدمنا.
في هذا السياق الذي نتحدث فيه عن السلام في اليمن والمنطقة، أود أن أشير بشكل مختصر ومركز لما يحدث في فلسطين، وفي غزة على وجه الخصوص.
إن الصراع في فلسطين هو صراع بين شعب حر يتطلع للحرية وإقامة دولته المستقلة على أرضه، وبين احتلال غاشم لم يتوقف عن ارتكاب المجازر ضد شعبنا الفلسطيني، ووصل الى أقصى جنونه خلال حرب الإبادة المستمرة التي تجاوزت شهرها الرابع، ودمر خلالها مدن غزة وشرد أهلها وقتل وجرح أكثر من مئة ألف فلسطيني.
إن من المهم التأكيد على مجموعة من النقاط وذلك على النحو التالي:
أولا: إن هناك حقوق واضحة للفلسطينيين، وهذه الحقوق لا يمكن المساومة بشأنها، وأن من المهم لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة الاعتراف بهذه الحقوق، وأن هذا السبيل الوحيد أمام العالم ليثبت أنه عالم وليس غابة. إن تجاهل الدول الغربية لحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق العودة، يعد عملا غير أخلاقي وغير سياسي، ويسهم في جعل هذه المنطقة عرضة لعدم الاستقرار.
ثانيا: إن ما يحدث في غزة يفوق بمراحل ما تدعيه إسرائيل من أنها تقوم بالدفاع عن النفس، فما يحدث هو عبارة عن جرائم حرب، فقد شاهد العالم بأسره كيف تم استهداف المباني والمساكن والمدنيين والمدارس ودور العبادة والمستشفيات، وحسنا صنعت محكمة العدل الدولية حين قررت أن دعوى جنوب افريقيا التي أتوجه لها بالتحية من ضمن اختصاصها. نتحدث عن ذلك، برغم أن المحتل لا ينبغي له آن يتشدق بفكرة الدفاع عن النفس، الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال هي من تملك هذا الحق، وإلا فإن العالم سوف يتحول لغابة، ما يطيح بمكتسبات ما بعد حقبة الاستعمارية.
ثالثا: إن إلقاء على الفلسطينيين في الجرائم التي تحصل في غزة اليوم، هو أمر غير عادل ومنصف، أما الاعتقاد بأن تاريخ الصراع يبدأ من السابع أكتوبر، فهو اعتقاد فاسد. إن هذا الصراع ممتد، وأسبابه معروفة، هناك احتلال استيطاني يسعى لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه. إن من المهم اليوم، وقد بدأ العالم يدرك حقيقة هذا الصراع أن يتم إنهائه وفق قرارات الأمم المتحدة وبما يضمن حفظ الحقوق الفلسطينية التاريخية.
أبناء شعبنا اليمني العظيم
اليوم، تثبت تطورات الأحداث أن لا أمن للبحر الأحمر بدون دولة الجمهورية اليمنية. لا أمن للبحر الأحمر بدون احترام الثوابت اليمنية واستقلال الدولة اليمنية، كما لا أمن للبحر الأحمر والمنطقة كلها في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة وفلسطين.
أما ميليشيات للحوثيين الانقلابية فعلينا أن نعيد التأكيد اليوم أنها لم تكن لتستمر وتظهر بهذه القوة والقدرة على المناورة لولا نهج التحالف السعودي وأدواته في اليمن. ولن يخدعنا موقفها من إسرائيل في تغيير موقفنا منها. كما أن ذلك لن يدفعنا للتخلي عن موقفنا المبدئي المساند لشعبنا الفلسطيني وهو موقف قيمي وقومي وديني وأخلاقي وإنساني مع شعب حر تعرض للاحتلال ويواجه حروبا متوالية تهدف الى كسر ارادته واجتثاثه من أرضه
إن من سخرية الأقدار أن الدول الكبرى تذكرت أن في اليمن ميليشيات الحوثيين، عندما مست هذه الميلشيات بمصالح إسرائيل وحركة الملاحة المتجهة لها في باب المندب والبحر الأحمر، أما قبل ذلك، فقد كانت الأمور جيدة بالنسبة لتلك الدول.
لنكون واضحين في هذه المسألة، إننا نرفض الاعتداء على بلادنا، وندين الغارات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية على المدن والأراضي اليمنية. وعليه، ينبغي على أمريكا وبريطانيا العمل على وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، فهذا أفضل الطرق لتأمين طريق الملاحة عبر البحر الأحمر، وعدم التسبب في ازدياد معاناة شعوب المنطقة بسبب اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر، ولنتذكر جميعا إن التمادي في دعم حرب الإبادة في غزة وغيرها أمر يفتح باب الجحيم في كل مكان.
أبناء شعبنا الكبير في كل مكان..
إن موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية أصيل وقديم وراسخ، لذا لا ينبغي أن يفكر أحد بأنه سوف يتمكن من استغلال ما يحدث في غزة لمصالحه الأنانية والضيقة. إن ما ينبغي أن تفكر بها الأطراف اليمنية اليوم ليس استغلال قضية معاناة الشعب الفلسطيني التي هي محل اتفاق، ولكن كيفية تخفيف معاناة الشعب اليمني، وهذا الأمر يتطلب التنازل لليمن. الذين يحكمون اليمن اليوم لا يملكون شرعية من أي نوع، ولا يملكون صكا بامتلاك اليمن، وإذا زعموا ذلك، فهم مجانين حقا، وسوف يدفعون ثمن هذه الأوهام. كما قلنا ويقول التاريخ، الشرعية يتم اكتسابها من قبل الشعب، وليست دائمة. إن الذين يفكرون بتنحية الشعب من كل شيء، لن يصلوا لحل، ولا ينالوا مبتغاهم.
دعوني أذكّر بمادة أساسية في الدساتير اليمنية ودساتير العالم، وهي أن الشعب مالك السلطة ومصدرها، ويمارسها بشكل مباشر عن طريق الاستفتاء والانتخـابات العامة، كما يزاولها بطريقه غير مباشرة عن طريق الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية وعن طريق المجالس المحليـة المنتخبــة.
لحسم هذا الأمر، وهذا ما اختم به هذه الكلمة، اليمن دولة واحدة موحدة جمهورية ديمقراطية يتم اختيار الحاكم بواسطة الشعب، وليس لأحد أن يدعي خلاف ذلك، تحت أي دعوى، وسيظل كذلك، وأي محاولات لتفصيل يمن جديد مشوه هي مشروع حرب من حق اليمنيين كل اليمنيين مقاومته وإسقاطه.
لذلك نقول إن البديل عن مسار ثورة 11 فبراير هو الميليشيات الطائفية والانفصالية والهيمنة الأجنبية على اليمن المقسم والممزق.
في سمائنا اليوم غيوم سوداء داكنة لقوى غاشمة تتشبث بالماضي والتسلط والهيمنة على الشعب، لكن انتماءنا لقيم الإنسانية وعصرنا وعالمنا وتطلعاتنا وإيماننا بقيم العدالة والكرامة والحرية ودولة القانون التي تختزلها قيم الربيع العربي أكبر من أن تبددها غيوم عابرة محكوم عليها بالأفول والزوال.
ختاما، أود أن أوجه تحية لكل الذين شاركوا في ثورة فبراير، والذين لم يشاركوا وكان لديهم موقف متشكك أو رافض لها، لكنهم اليوم يقفون في صف اليمن الجمهوري الديمقراطي الموحد، ولا عزاء لأولئك الذين عادوا التغيير من أجل الاستئثار بالسلطة، وعادوا الجمهورية من أجل الحصول على مكاسب من هنا أو هناك، وفرطوا بالسيادة من أجل إرضاء هذه الدولة أو تلك. بوصلتنا واضحة، دولة يمنية موحدة نظامها جمهوري يضمن التعددية السياسية، ويحفظ الحقوق ويحمي الحريات ويقوم على مبادئ المواطنة المتساوية وحكم القانون. رُفعت الأقلام وجفت الصحف.
المجد والعزة لشباب ثورة 11 فبراير
المجد والعزة لشعبنا اليمني العظيم
المجد والنصر لليمن العظيم للأبد..