نظم مجلس شباب الثورة السلمية، اليوم الاحد، بمدينة اسطنبول في تركيا، احتفالية خاصة بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة تحت شعار "من الاستعباد إلى المواطنة".
وفي الاحتفالية التي حضرتها الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان وعدد من الشخصيات السياسية اليمنية، تلى عضو الهيئة التنسيقية لمجلس شباب الثورة، عبدالرحمن باتيس، بيان المجلس بمناسبة ذكرى ثورة سبتمبر.
وأكد بيان مجلس شباب الثورة السلمية، أن معركة الخلاص الوطني التي اجترحها اليمنيون في السادس والعشرين من سبتمبر 1962 قادرة على دفن جمجمة الإمامة الى الأبد، مشدداً على أن الثوابت والمكتسبات الوطنية العظمى - من جمهورية ووحدة وديمقراطية - هي كلٌّ متكاملٌ سيعني التفريط بإحداها خيانة للثورة السبتمبرية الأم ولتضحيات أبطالها.
وقال البيان إن المعركة الوطنية تتجلى اليوم في أكثر من مسار، وإذ تواجه خطر العصابة العنصرية مجددا فإنها أيضا تواجه شبح الاحتلال الخارجي الذي يغذي شريان الإمامة ويسند وجودهما الآخر.
وشدد البيان على أن الثوابت والمكتسبات الوطنية العظمى - من جمهورية ووحدة وديمقراطية - هي كلٌّ متكاملٌ سيعني التفريط بإحداها خيانة للثورة السبتمبرية الأم ولتضحيات أبطالها.
وأشار بيان مجلس شباب الثورة، إلى أنه ينظر إلى معركة اليمنيين الوطنية اليوم في مواجهة مشروع الحوثي الكهنوتي العنصري الطائفي البغيض وهو يعيد إنتاج نظام الإمامة بنفس الخطاب الديني الانتهازي ونفس الممارسات الإرهابية القهرية - كمحطة مهمة لقراءة عميقة في هذا الحدث التاريخي الأعظم ومآثره وتضحيات رجاله ممن روّت دماؤهم الطاهرة التربة اليمنية في سبيل بناء الدولة الوطنية الحديثة دولة القانون والمواطنة.
واشاد البيان بالحالة الوطنية السبتمبرية اليقظة وبالصلابة الجمهورية أمام مشاريع الإمامة والاحتلال والتمزيق، مؤكداً أن سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو وفبراير محطات خالدة في التاريخ اليمني محروسة بالإرادة الجمعية للذات اليمنية العصية على الانكسار والاستلاب والقهر.
وشدد مجلس شباب الثورة على أن الجمهورية اليمنية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، وعاصمتها المحتلة وكل شبر من أرض الوطن عائد لأصحابه طال الزمن أو قصر وإن غدا لناظره قريب.
عقب ذلك عرض "ميدلي" الأغاني الوطنية الذي تم انتاجه بشكل خاص من قبل قناة بلقيس الفضائية احتفاء بالمناسبة.
وعلى هامش الاحتفالية أقيمت حلقة نقاشية بعنوان "أدب وشعر ثورة سبتمبر في اليمن" أدارها الشاعر والصحفي السوري، ياسر الاطرش، وشارك فيها الكاتب والصحفي اليمني، جمال أنعم، والكاتب والباحث اليمني، زايد جابر.
وقال الكاتب والباحث، زايد جابر، إن الشعر مثل أهم شخصيات الثائر اليمني، وكان السلاح الأوحد ووسيلة الثوار لاستنهاض همم الشعب.
وأشار جابر إلى أن الأدب كان بمثابة حادي الثورة والمبشر بها، لافتاً إلى أن الروايات على بداياتها واكبت كل مراحل النضال اليمني.
واعتبر جابر أن عودة الامامة شكلت صدمة لواقع المجتمع اليمني وان النخبة الجمهورية لم تتعامل مع الخطر بما يستحقه.
وتابع جابر: "رغم ذلك هناك جيل جديد من الشعراء يواجه الامامة ويقتفي أثر القامات اليمنية الكبيرة كالزبيري والبردوني".
وأكد جابر أن هناك أدب يتخلق في ظل المحنة وقد يتطور في المستقبل، معتبراً أن الشعر الآن لا يقارن بما كان عليه إبان ثورة 26 سبتمبر.
وقال جابر: الشعر الشعبي والزامل والقصيدة موجودة وتقارع ميليشيا الحوثي لكن ما هو موجود لا يصل إلى مقام الشعر الرفيع وشعر البردوني والزبيري.
من جانب قال الكاتب والصحفي، جمال أنعم، إن ميليشيا الحوثي حاولت تجيير البردوني واعادة توظيفه لصالحها بإصدار ديوانيه الشعريين؛ «رحلة ابن شاب قرناها» و«العشق في مرافئ القمر»، مؤكداً أنه لم يتحدث كثيرون ممن جالسوا شاعر اليمن الكبير عن الديوانين المفقودين اللذين تحدث عنهما قبل وفاته بعام في حوار صحفي أجراه معه بأنهما طبعا في "قبرص".
وقال جمال أنعم إن الإمامة فرضت نسقها الثقافي على مستوى الشعر والادب والقصيدة والزامل وغيرها، حتى جاءت ثورة 1948 التي ورغم فشلها لكن في ظل مخاضها الهائل ظهرت أسماء أدباء وشعراء كـ عبدالرحمن الارياني ومحمد بن علي الأكوع وغيرهم.
ورداً على سؤال حول أسباب عدم مساندة الشعراء العرب للثورة اليمنية، قال جمال أنعم، إن اليمن كانت تعيش في دائرة العزلة وتتأثر بما يأتي من الخارج، وعكست تلك العزلة نفسها على صعيد الادب، مستدركاً: "لكن كل شعر ينتصر للحرية والشعوب وبعيداً عن التخصيص فكأنه يتحدث عن اليمن وهو أمر مهم".
واكد أنعم على الحاجة إلى إعادة الحركة النقدية للدفع بالشعراء اليمنيين الشباب، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الشعراء الشباب أمثال يحيى الحمادي وعامر السعيدي، مازالوا متوقدين ويستنهضون الهمم، مشدداً على أن اليمن هي أكثر وفاء للشعر بشقيه الفصيح والشعبي.
وفي ختام الاحتفالية الخاصة، تم تقديم ثلاث وصلات غنائية وطنية بأصوات شابة واعدة، من الأغاني التي أداها فنان اليمن الكبير، أيوب طارش، هي؛ دمت يا سبتمبر التحرير، املأوا الدنيا ابتساما، انثري الشهب حولنا.