تقام هذه الأيام عدد من الفعاليات في إطار التهيئة لمؤتمر الحوار الوطني ومنها ورشة عمل أقيمت الخميس 17/5/2012، بصنعاء تحت عنوان تهيئة ما قبل الحوار الوطني نظمها مجلس شباب الثورة الشعبية.
في لقاءات مع الشباب المشاركين في هذه الورشة الذين أدلوا بآرائهم حول التهيئة، حيث يقول جمال المليكي ناشط حقوقي من شباب الثورة ومدرب في الورشة " اللحظات التي مرت بها اليمن خلال فترة الثورة هي لحظة كثيفة بامتياز وإن لكثير من الناس وجهات نظر متباينة ومختلفة وإذا اتفقوا على الجوهر وعلى الهدف الرئيسي فهم مختلفون ربما أو متباينون حتى في الوسيلة، لذلك حتى ننتقل الى مرحلة حوار حقيقي يمثل كافة المجتمع اليمني فنحن بحاجة الى مثل هذه الورش والفعاليات المتنوعة لتتقارب وجهات النظر.
وقال، نسمع أن البعض منا على اختلاف أحيانا ولكن عندما نجتمع على طاولة واحدة ونسمع من بعض سندرك أننا في كثير من الأمور متفقون كما سنناقش الأمور المختلف فيها لننتقل الى وجهات نظر مما سيهيئ للشباب بأن يكون لهم صوت قوي يجعل الفاعل السياسي يحترمه ويواكب طموحات الشباب، وأضاف، كثير من الشباب والناس يقولون إن الثورة سرقت من الشباب وإن الشباب خارج اللعبة - إذا كانت هذه حقيقة - بسبب أنه لا يوجد لهم صوت واحد، مشددا على ضرورة أن يضحي الشباب بمرئياتهم وأن يكون لهم صوت واحد من أجل أن يفرضوا على الفاعل السياسي طموحاتهم.
وحول ضرورة البدء بأشياء فعلية تهيئ للحوار دون الركون كليا الى الفعاليات، قال إن التهيئة للحوار يجب أن تسير في أكثر من خط وسياق وفي كل الأحداث المتداخلة والمتشابكة وكحدث الثورة اليمنية لا نستطيع أن نقارب الحل من زاوية واحدة، مثلا أن يكون هناك توجه رسمي في حل بعض الإشكاليات فاللجنة العسكرية تقوم بواجبها وحكومة الوفاق تقوم بواجبها، ولكن لا يمنع أن يكون للشباب فعاليات وأنشطة ومسارات يحاولون عبرها مناقشة أمورهم ويعبرون عن آرائهم بصوت واحد، وأكد أن تضافر الجهود سيكون أمرا جيدا وسيساهم في زحزحة المشهد والتهيئة فعلا للانتقال لمرحلة جديدة حقيقية لأنه دون أن نسمع لبعض ودون أن نلتقي كشباب ربما يظل كل واحد منا متمترسا خلف رأيه دون أن ينتج شيء وبالتالي هذا سيجعل الفاعل السياسي يترك الشارع ويذهب بما هو في عقله، مؤكدا أن الثورة انتقلت من مرحلة العضلات الى مرحلة العقل التي تقتضي مثل هذه الفعاليات.
من جانبه قال عادل هلال إن الحوار الوطني هو المخرج والطريقة المثلى لحل المشاكل والخروج باليمن من الوضع القائم عليه وإن هذه الورشة التي نشارك فيها بمثابة الوصول الى نقاط نتفق عليها تكون نافذة للدخول في الحوار ونستطيع من خلال التهيئة النجاح في مؤتمر الحوار، مؤكدا أن هناك جانبين لإنجاح الحوار الأول يتمثل بالتهيئة من قبل الحكومة بحل مشكلة الشعب كإعادة النازحين وبعض المشاكل قدر المستطاع والثاني يتمثل في الفعاليات التي تقرب وجهات النظر وما يخرج عنها من نتائج وتوصيات.
من جانبها حثت نادية عبدالله عضو المركز الإعلامي لساحة التغيير بصنعاء على إقامة المزيد من هذه الفعاليات والتي اعتبرتها بمثابة جس نبض الشباب حول رأيهم بالحوار، وأكدت أن التهيئة الحقيقية للحوار تتمثل بما أعلنه الشباب في أكثر من مسيرة واحتجاج في الفترة الأخيرة بالشروط الـ 20 والتي اعتبرتها أساسية للدخول في الحوار وعلى رأسها إقالة أقارب صالح وإنهاء انقسام الجيش وإطلاق أسرى شباب الثورة، وتساءلت كيف يمكن أن ننفذ نتائج الحوار الوطني في ظل الانقسام القائم في الجيش؟، وطالبت بتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للمواطنين وإرجاع الخدمات مما يجعل الشعب مهيأ لدخول الحوار.