بيان مجلس شباب الثورة السلمية في الذكرى الرابعة لانطلاقة عاصفة الحزم

بيان مجلس شباب الثورة السلمية في الذكرى الرابعة لانطلاقة عاصفة الحزم

أيها اليمنيون الاحرار في الداخل والخارج

 

في منتصف ليل 26 مارس 2015 انطلقت ما يعرف ب"عاصفة الحزم" بمشاركة تحالف مكون من 10 دول بقيادة المملكة العربية السعودية، ثم سرعان ما تغير عنوانها إلى "إعادة الأمل". وفي كل الحالتين ظل التأكيد السعودي على أن الهدف من قيادة تحالف عسكري لشن الحرب في اليمن هو استعادة الشرعية بمرجعياتها الأساسية، واسقاط الانقلاب وإنقاذ الشعب اليمني، وقد قوبلت هذه التعهدات بالرضا من معظم النخب السياسية والاجتماعية في البلاد، قبل أن يستيقظوا على واقع مرير، يتمثل في نكث السعودي لتعهداته، بحيث يمكن القول إنه في هذه اللحظة اليمنية بالغة الجرح والتأثير لم يرى المواطن اليمني العادي بعد أربع سنوات من الحرب أي مظهر من مظاهر الحزم لاستعادة الدولة، أو أي أمل، كان تشكلت ملامحه في الثورة والحوار، بل هو ما حادث الآن ليس سوى طمس تلك الملامح من قبل الانقلاب والاحتلال، بينما تتضاعف المعاناة الإنسانية لليمنيين كل يوم.

أيها اليمنيون الاحرار في الداخل والخارج

لقد كان المأمول من قبل كثير من اليمنيين أن تؤدي هذه الحرب التي رفعت راية اسقاط الانقلاب إلى إنجاز تصالح تاريخي بين اليمن الجمهوري ومحيطه الملكي، غير أن السياسات التي انتهجتها السعودية وشريكتها في الحرب دولة الأمارات العربية المتحدة تمخضت عن واقع بالغ السوء والخطورة، يعكس سوء نوايا الذين يقدمون أنفسهم وما يزالوا منقذين للشعب اليمني، كما يعكس ضعف وهوان الذين يجسدون على الأرض شرعية بلا دولة، الأمر الذي يمنح ميليشيا الوهم والخرافة المسلحة في صنعاء إحكام سيطرتها على البلاد في خيانة للجمهورية أعظم قيم الشعب اليمني وأكثرها تحقيقيا لتطلعاته وأحلامه وكرامته.

أيها اليمنيون الاحرار في الداخل والخارج

تأكيدا على ما سبق، فإن مجلس شباب الثورة السلمية يؤكد في الذكرى الرابعة لانطلاقة الحرب على النقاط التالية:

أولا: لم يعد هناك بعد أربع سنوات من الحرب تحالف عربي، وكل ما في الأمر أننا بصدد "تحالف سعودي إماراتي"، تحول إلى سلطة احتلال يمارس ما كان يمارسه المحتلون الأوائل من تقسيم وتجزئة واضطهاد للمواطنين، وتقويض مباشر وغير مباشر لحضور الدولة الشرعية ومؤسساتها السيادية والامنية والخدمية.

ثانيا: إن الصمت المريب الذي تبديه السلطة الشرعية والأحزاب السياسية يمثل امتهانا للكرامة الوطنية وضربا في صميم نضالات الحركة الوطنية وتراكماتها التاريخية التي دفعت في سبيلها مهج الاحرار على مدى تاريخ اليمن العريق.

ثالثا: إن هذا الدمار والخراب الذي لحق باليمن دولة ومجتمعا وأرضا وانسانا يتحمل مسؤوليته بصورة رئيسية "تحالف الانقلاب السلالي العائلي" الذي حاصر السياسية وانقلب عليها بعملية سطو مسلح، مانحا المتربصين الاقليميين الفرصة الكاملة لتدمير مكتسبات الشعب اليمني وتطلعاته نحو المستقبل المتمثل بتراكم النضال الوطني من الثورة الدستورية نهاية أربعينيات القرن الماضي، ومرورا بسبتمبر واكتوبر ومايو والحراك السلمي إلى ثورة فبراير ومخرجات الحوار الوطني.

رابعا: إن التخادم بين الانقلاب الحوثي الإمامي والاحتلال السعودي الاماراتي بات واضح المعالم وخصوصا أن ممارسة الحوثي للسلطة ينطوي على تسلط وفاشية ووحشية تذكّر بالجماعات المتطرفة مثل داعش، ينزع عنه صفة المسؤولية والوطنية، وبالتالي فإن ادعاءاته بمواجهة عدوان خارجي هو من جلبه ادعاء باطل، فوجوده تكريس للحكم الفاشي الذي سيقاومه اليمنيون على الدوام بكل اشكال المقاومة.

خامسا: بات من الضروري إنشاء محكمة دولية خاصة باليمن تكون مهمتها تعقب مجرمي الحرب واخضاعهم للمساءلة والمحاكمة، تحقيقا لمقتضيات العدالة التي لا تستثني أي شكل من اشكال الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها الشخصيات والجهات الداخلية والخارجية.

سادسا: نؤكد على ضرورة إدانة عملية التقويض الممنهجة لركائز الدولة اليمنية والوحدة الوطنية ودعم ذلك التقويض في الجنوب والشمال من قبل قوى إقليمية منخرطة في اطار التحالف السعودي الاماراتي، كما نؤكد على إدانة تمويل الكيانات الموازية لحضور الدولة في المناطق المحررة بما في ذلك عملية التحرير بأدوات من خارج الدولة وتسليم مهام الدولة الى كيانات تتلقى تعليماتها من خارج حدود الدولة اليمنية وقرارها السياسي.

سابعا: إن تسليم القرار العسكري والسياسي للدولة اليمنية للتحالف السعودي الاماراتي لا يستعيد الدولة اليمنية الموحدة ولا يكرس مبدأ السيادة والوطنية والشعبية، وأننا في مجلس الثورة السلمية نحمل السلطة الشرعية والقوى السياسية المنخرطة في اطارها مسؤولية اختطاف القرار الوطني والعسكري للدولة اليمنية وتحويل القرار الوطني الى تابع سياسي وعسكري لمن لا يفقهون معادلة اليمن ومعركتها الوجودية مع الانقلاب الحوثي وارتباطاته الخارجية التي تهدد الأمن القومي لليمن والجزيرة العربية.

ثامنا: إننا في مجلس شباب الثورة السلمية نرى إنه لكي ننتصر في معركة اسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية والحفاظ على مكتسبات اليمنيين يجب استعادة القرار الوطني من الخارج، بحيث يكون القرار قرارا يمنيا بالدرجة الأولى، ما يعني تقدم المصلحة اليمنية على ما سواها، وبما يؤدي الى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة والآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ووثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

الرحمة على شهداء الثورة والمقاومة

الشفاء لجرحى الثورة والمقاومة

الحرية لمختطفي الثورة والمقاومة

عاشت اليمن حرة جمهورية اتحادية

مجلس شباب الثورة الشعبية السلمية

27 مارس 2019

Search