نظم مجلس شباب الثورة السلمية صباح اليوم الثلاثاء حفل إشهار المسودة الأولية لمشروع المجلس الخاصة بدستور اليمن الجديد وسط حضور رسمي لشخصيات سياسية وقانونية وثورية ومنظمات المجتمع المدني وبمشاركة كل من السفير التركي لدى اليمن وعدد من ممثلي الهيئات والبعثات الدبلوماسية الأخرى.
وقالت القيادية في الثورة الشبابية - توكل كرمان ـ خلال كلمتها في الحفل اليوم وسط ضجيج المتفجرات وزحف الميليشيات المسلحة وصراعها الدامي حول العاصمة، يعلن مجلس شباب الثورة السلمية رؤيته لمشروع دستور اليمن الجديد.
وأضافت بأن هذا الإعلان يعتبر دلالة بالغة على أن الشباب اليمني ينظر إلى المستقبل ويلتفت نحوه، غير آبه بأصوات المتفجرات وآلات الموت والدمار بثقة مطلقة أنه سيعبر بشعبه نحو آفاق الحرية والحياة الكريمة حسب تعبيرها.
وأوضحت كرمان أن المجلس يدرك أن أحلام وتضحيات شباب الثورة وقيم الثورة التي حملوها كالعدالة والكرامة والحرية والمساواة والديمقراطية لا يمكن أن تترجم إلى واقع ملموس ما لم يتضمنها الدستور الجديد والتشريعات القانونية للدولة الجديدة.
وأضافت - كرمان - المنسق العام للمجلس بأن تلك القوانين المضمنة في مسودة المجلس قد تضمنت لوائح وإجراءات مؤسساتية تعالج صراعات الماضي وجملة الانتهاكات التي طالت حقوق الإنسان وعدم تكرارها.
وكما قالت كرمان بأن هذه المسودة الدستورية لا تعبر عن رؤية المجلس فحسب كممارسة لحقه في الشراكة وواجبه في المشاركة بل يمكن القول إنها من وسط العملية السياسية والثورية الجارية.
ولكنها بحسب حديثها مجرد مسودة أولية لمشروع قابلة للتعديل وترك الملاحظات والمقترحات إضافة وحذفا وسنضمنها في المشروع الذي سنعلنه بصيغته النهائية لاحقا بالتزامن مع إعلان رؤية المجلس وشركائه حول مسودة العديد من القوانين الأساسية المهمة
وفي صعيد متصل قال م/فؤاد الحذيفي في كلمة ألقاها باسم المجلس خلال الحفل بأنهم قد بدأوا الإعداد لهذا المشروع منذ أشهر طويلة وقد مر بعدة مراحل، بدأت في أبريل 2012 عندما أقام المجلس مجموعة من الورش والحلقات النقاشية لمجموعة متنوعة من شباب الثورة بهذا الخصوص. فقد كانت كل مجموعة شبابية تقوم بكتابة ما تعتقد أنها مواد يجدر أن تكون في دستور اليمن الجديد.
مشيرا إلى أنه خلال شهر 12 مايو وحتى أكتوبر 2013، انشغل المجلس بمرحلة أخرى من إنجاز الدستور، حيث عمد إلى إقامة مؤتمرات وحلقات نقاشية حول موضوعات أساسية مثل شكل الدولة والنظام السياسي والقضاء والحقوق السياسية والمدنية، وكذا الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومواضيع أخرى.
ولمزيد من النقاش المجتمعي البناء والهادف أعلن المجلس بأنه سيقوم في الأيام المقبلة بعمل حلقات نقاشية مكثفة ومركزة حول أبواب الدستور، وذلك من أجل استيعاب أي ملاحظات أو تعديلات تجعله بالفعل مشروع كل اليمنيين.
كما قال الحذيفي بأن المجلس سوف يقوم بتسليم نسخة من هذه المسودة الأولية إلى اللجنة المكلفة بوضع مشروع الدستور للبلاد، بالإضافة إلى تسليم نسخة لكل للأحزاب السياسية ولمنظمات المجتمع المدني وللأفراد المهتمين.
بعدها قام المسؤول عن المشروع عبد الغني الماوري باستعراض المسودة الأولية للدستور وذلك من خلال شاشة عرض إلكترونية في قاعة نادي ضباط الشرطة والتي أقيم فيها حفل الإشهار وتم توزيع المسودة بداخل أسطوانة إلكترونية لكل المشاركين في الحفل.
وفي تصريح صحفي للأمين العام للمجلس الماوري قال إن قضية الدستور ليست شأن السلطة أو النخب وحسب، بل يجب أن يكون الدستور شأن الناس جميعا، وأن المرحلة الراهنة هي مرحلة الدستور، مشيرا إلى أن كل الصراعات الدائرة اليوم التي تكاد تفتك بالبلد ناتجة عن عدم فهم وظيفة وحدود الدولة ودور الكيانات والجماعات داخلها.
هذا وقد تخلل الحفل عدد من الفقرات الاستعراضية لمشاهد فلمية حول أحداث ثورة 11 فبراير كما ألقى الشاعر عامر السعيدي قصيدة شعرية بعنوان بريد عشوائي.