(اذاعة دويتشه فيللهDW)- بعد شيوع أنباء نية الرئيس علي عبد الله صالح العودة إلى بلاده عقب علاجه في السعودية أعلن مجلس شباب الثورة في اليمن "إسقاط نظام" صالح "بشكل كامل ونهائي" وتعيين مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد والتحضير لحكومة تكنوقراط.
شكل "مجلس شباب الثورة" في اليمن السبت (16 تموز/ يوليو 2011)، مجلساً رئاسيا انتقالياً من 17 شخصية معارضة "يتولى مهام حكم البلاد لفترة انتقالية لا تتجاوز تسعة أشهر تبدأ من تاريخ أول انعقاد، وينفذ فيها أهداف ومطالب الثورة الشبابية الشعبية، ويقوم المجلس الرئاسي المؤقت بتكليف شخص من بين أعضائه بتشكيل حكومة تكنوقراط"، وفقا للبيان الصادر عن اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة وهو إحدى المكونات الشبابية في ساحة التغيير بصنعاء.
ويضم المجلس الانتقالي الرئيس الأسبق لليمن الجنوبي علي ناصر محمد، ورئيس الوزراء الأسبق في اليمن الجنوبي ثم رئيس وزراء أسبق في دولة الوحدة، حيدر أبو بكر العطاس والمعارض في المنفى عبد الله سلام الحكيمي وزعماء عدة جماعات معارضة بينهم مقيمون في المنفى. وتم اختيار اللواء عبد الله علي عليوة وزير الدفاع السابق ليكون قائداً عاماً للقوات المسلحة، والقاضي فهيم عبد الله محسن رئيساً لمجلس القضاء الأعلى.
وجاء في البيان أيضا أنه سيتم تشكيل "مجلس وطني انتقالي يتولى المهام التشريعية والرقابية و وضع دستور جديد للبلاد وفقاً لما ستسفر عنه نتائج الحوار الوطني، كما يتولى إدارة حوار وطني يتمخض عنه حلاً عادلاً ومنصفاً للقضية الجنوبية وقضية صعدة". ويتكون المجلس الوطني الانتقالي من 501 عضو سوف يتم الإعلان عنهم لاحقا.
ويبدو أن تشكيل هذا المجلس لا يحظى بتأييد المكونات الأخرى في حركة الاحتجاج وخصوصاً ائتلاف أحزاب المعارضة الرئيسية ا(اللقاء المشترك) لتي تسعى أيضاً للإطاحة بصالح وتفاوض منذ بدء الاحتجاجات على نقل السلطة.
لكن القيادية في مجلس شباب الثورة وفي ساحة التغيير بصنعاء، توكل كرمان، قالت أن المجلس الرئاسي الانتقالي يحظى بموافقة مختلف القوى السياسية، والشعبية، مؤكدة في تصريح لقناة السعيدة اليمنية بأن المجلس سيحظى خلال الأيام القادمة بسيل من التأييد من قبل القبائل اليمنية، والجيش، ومن قبل أحزاب المعارضة، ومن قبل الثوار في مختلف ساحات التغير في جميع المحافظات اليمنية.
المجلس "تصعيد وانقلاب على الشرعية"
وقال هاشم العبارة، أحد مسؤولي مجلس شباب الثورة، لفرانس برس "قررنا الإعلان عن تشكيل المجلس الرئاسي إثر شائعات حول عودة صالح الأحد أو الاثنين". وقد وصف نائب وزير الإعلام اليمني عبده محمد الجندي المجلس الانتقالي بأنه "مجلس تصعيد الفتنة واستمرار الأزمة وانقلاب على الشرعية الدستورية"، معتبراً من يدعون لمثل هذا المجلس "هم من المصابين بوهم العظمة"، وفق ما نقلته عنه صحيفة "26 سبتمبر" الرسمية الناطقة باسم الجيش اليمني على موقعها على الإنترنت. واستبعد الجندي أن يستطيع المجلس الانتقالي الحلول محل المؤسسات الحكومية القائمة.
ولفت المتحدث إلى أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "قد يعود غداً إذا أذن له الأطباء" وأن عودته أصبحت مرهونة بإذن الأطباء. وتراجع صالح ثلاث مرات عن توقيع خطة توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي لإبعاده عن السلطة. ويعالج صالح في السعودية في أعقاب محاولة لاغتياله في حزيران/ يونيو في تفجير غامض ومثير للجدل.
وكانت السعودية المصدر الرئيسي للدعم المالي لصالح لسنوات طويلة وربما لا يتنحى صالح حتى تطلب منه الرياض ذلك. وعلى نحو منفصل قال نائب وزير يمني اليوم السبت إن الإمارات العربية المتحدة تعهدت بتقديم ثلاثة ملايين برميل من النفط إلى اليمن الذي يواجه أزمة وقود بسبب هجمات على خط أنابيب في الاضطرابات السياسية واسعة النطاق.